مؤتمر فبراير، عبور الحدود المصطنعة ،،،
| | 11-05-2016

مسعود أونير


مؤتمرنا الذي قمنا بعقده في الفترة ما بين 12-14 فبراير بمشاركة ممثلي النقابات العمالية جاؤوا من خارج حدود بلادنا. الإثارة والحماس الذي شعرنا بهما في مؤتمر ضم حوالي 3000 شخص من ضمنهم عدد لا بأس به من الضيوف الأجانب، وإدارات الفروع وممثلي المناطق وممثلي اللجان النسائية في نقابتنا Eğitim-Bir-Sen يؤكد أن نقابة موظفي التربية والتعليم في تركيا هي مثل أعلى وليس مجرد نقابة عمالية عادية.


في مؤتمرنا، فضلاً عن احتضان العمل النقابي التعليمي بكل مستوياته، فإننا نتابع باستمرار أحداثا وقعت داخل وخارج البلاد، ونتابع مشاكل التعليم والقضايا التنظيمية على حد سواء. أثناء انعقاد المؤتمر كان لدي سعادة لا توصف أنني أنتمي لمنظمة تسعى إلى تدويل ثقافة التشاور والمشاركة في بيئة يملأها جو من التعاون والوضوح ليس في مقراتها فحسب بل في مختلف الفروع والممثليات التي تنتمي إليها.

وما يدعو إلى الإعجاب أيضاً، تلك الرغبة الحقيقية لدح مدراء نقابتنا، في اتخاذ مبادرة من أجل حل المشاكل التي تعترضهم على أساس الالتزام الكامل بالمثل العليا القويمة. وأيضاً أن نستضيف في هذا اليوم ما تعداده 36 نقابة زميلة من 15 دولة مختلفة لتبادل المعلومات ومشاركة الخبرات أضاف لهذا المؤتمر معنى متميزا وعميقا. أجواء المؤتمر تغيرت تماما إلى الأفضل بمشاركة رؤساء اتحادات التعليم من ماليزيا وبنغلاديش والبوسنة والهرسك وكوسوفو والجبل الأسود، السودان، ألبانيا، كرواتيا، مقدونيا، صربيا، المغرب، موريتانيا، السنغال والجزائر وفلسطين وسوريا . صرخت نقابة Eğitim-Bir-Sen في هذا المؤتمر إلى العالم بصوت عال أن هذه النقابة تمثل قيما عليا لحضارة عظيمة، وهذا يزيد من عظيم مسئوليتنا. أتيحت لنا الفرصة في هذا المؤتمر للاستماع لحديث ضيوفنا أن هذه الرحلة التي قاموا بها تتجاوز الحدود المصطنعة وأن تركيا بالنسبة لهم هي في القلب وهي الرجاء أيضاً.

لقد تلقينا أول ثمرة من هذا المؤتمر وهي ثمرة تجاوز الحدود المصطنعة وأيضاً ثمرة الأمل التي كما قال الراحل عبد الرحيم كاراكوتش: "من ذا الذي رسم تلك الحدود على قلبي، إنها حدود ضيقة، ضيقة جدا يا صديقي"

هذا المؤتمر العظيم يأتي متزامنا مع الذكرى الرابعة والعشرين لنضالنا من أجل العمل والحريات في فقرات ملؤها الإيمان والحماس التي تناسب هذا الحضور الكثيف، ولا ننسى فقرة الخطاب الحماسي من أميننا العام، حفل توزيع جوائز مسابقة الأفلام القصيرة، والتواجد الهام للجنة المرأة والاجتماع الثاني والثلاثين لرؤساء مجالس شعبنا.

بدأ الحماس بوصول رئيسنا العام إلى القاعة واستمر حتى نهاية المؤتمر . وأظهر كل أخ في نقابتنا Eğitim-Bir-Sen وكل ممثل لمقاطعة أو شعبة عظمة نقابتنا الذي يصاحبه وعي كامل بطبيعة الموقف النبيل الذي يقدمونه، كيف لا وهذا المقام الذي هم فيه هو مصنع الرواد الحقيقي للمجتمع.

هذه الصورة التي رأيناها في المؤتمر كانت عبارة عن هالة بعثت الحماس في جميع أنحاء تركيا وهو مؤتمر تاريخي له ما بعده حيث أن تداعياته سيكون لها أثر أبعد بكثير من جدران القاعات، وشكراً لأصدقائنا من النقابات الضيوف الذين شرفونا  هذا اليوم الذين عكست مشاعرهم الصادقة عمق المسئولية الملقاة على كواهلنا تلك المسئولية التي شعرنا بها من ذلك العناق الصادق الذي عانقونا إياه وما أجمل تلك المقولة التي تفوه بها أحدهم  "طالما لديك مثل هذا الحماس ليس هناك أي عائق، كل ما تواجهه أمامك من صعوبات يمكنك أن تتغلب عليه، عندما رأيتك ورأيت مثل هذا الحماس بدأت أفهم بشكل أفضل الواقع الحقيقي في تركيا" ونحن نأمل ان يتحول هذا الواقع الذي تكلم عنه إلى احتضان وتكامل حقيقي  بين أبناء هذه الأمة عبر القضاء على تلك الفجوة التي أحدثها التاريخ بينها وبين نفسها.

وقال ضيف آخرأنه "بعد انهيار يوغوسلافيا أنتم قمتم باستقبال مجتمع البلقان وممثليه وهذا له معنى كبير عندنا"، هذا بالبضبط ما قصدناه من الاحتضان والتكامل الحقيقي بين أبناء هذه الأمة، فهدفنا هو الجمع بين القلوب. القلوب والعقول والمشاعر في هذه المنطقة من الشرق الأوسط إلى البلقان إلى آسيا وأفريقيا تم تقسيمها حسب المصالح السياسية والأيديولوجية، ألا ترون أنه قد تأخر تعافينا من هذا المرض، حان وقت أن تتصالح الأمة مع نفسها، حان الوقت أن تصبح الأمة من جديد أمة واحدة.

وفي النهاية أشكر بشكل خاص السيد نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش الذي شرفنا بمشاركته، والشكر الجزيل للرئيس الفخري لاتحادنا السيد أحمد قوندوغدو، ونائب الرئيس نقابتنا السابق أحمد أوزار، والأمين العام لنقابة العمال حكش السيد محمود أرسلان، وممثلي النقابات التعليمية الدولية، ورئيس القطاع الشبابي في نقابتنا، وإدارات فروع نقابتنا، ورئيس لجان  المرأة في نقابتنا وممثلي المناطق ورؤساء الشعب؛ كما وأهنئ موظفينا في المقر الرئيسي على هذا التنظيم الممتاز كما وأشكرهم على هذا العمل المتفاني والجهود.

أتمنى أن ألتقي بكم من جديد في اجتماعنا المقبل ...